الليلة في ٨ من شباط ٢٠٢٠، وبعد ان قطعت الساعة المسافة الأولى من يومها هذا ، كانت الأمور متجه كالعادة في مسار واحد، وانا عائد من "كذدورة" بسيطة على كورنيش المنارة، هذا اليوم لم تشبه المنارة اي يوم من سابقاتها فالطقس العاصف أعطى المنارة فرصة للراحة من أقدام الناس والتهيئة لأمواج عاتية.
في طريق عودتي استوقفتني على إشارة حمراء بدا من في داخلها غائم كطقس العاصف بالحديث المهم. عندها قطعت السيارة ثواني قليلة حتى أثارني شاب أخر قادم من الجهة الثانية وفي يده معطف سميك. أثار فضولي المشهد انتظرت كي ارى بوضوح اكبر . فكانت امرأة عجوز ذات بياض الشعر والتجاعيد المعمقة جالسة على رصيف الوحدة بعد منتصف ليل شباط ٢٠٢٠ ،
أعطى الشاب العجوز معطف وابتعد بسرعة وابتعدنا دون اَي اثار لهذا العمل، وجدت الشاب مصورة عالقة في ذهني وهو يركض متجها نحو سيارته
أعدت المشهد وأنا عائد مرارًا وتكرارًا طوال الوقت دون الوعي للعجوز ووحدتها حتى بدأت زخات المطر تتكثف على واجهة سيارتي المنطلقة بعيدا. ومع كل زخة من زخات المطر أعدت في ذهني صورة الشاب وهو يعود ادراجه مهرولا والعجوز تستلم المعطف وكأنه فيلم قديم يعاد من النهاية حتى البداية
عجوز في مرمى الأمطار والعاصفة على الرصيف وحدها، تسكن الطرقات والبرد القارس
أتردد في كتابة ما أقوله، ولا اعلم ان كان علي العودة لها وان كان علي نشره لا ادري ماذا اريد ان أقول او حتى كيف او حتى لماذا اهو الندم ام عدم القدرة على رؤية حل سريع
كل ما اريد ان أبوح به هو جملة ان تلك السيدة تتواجد في اكثر من شخص في اكثر من مكان، مع تطور العالم تزداد تلك سيدة شيخوخة وتكاثر دون أي حل. لكنني أعدها أني اليوم لم أستطيع مساعدتها ولكني أعدها انه يوما ما سنبني منزلا يجمعنا بهم دون الحاجة لأي مساعدة